الجمعة 19-04-2024

مؤتمر هرتسيليا 2017: إقرار بالضعف والعجز.. وضرورة التعاون مع "دول الاعتدال

موقع الضفة الفلسطينية

مؤتمر هرتسيليا 2017: إقرار بالضعف والعجز.. وضرورة التعاون مع "دول الاعتدال"

22/6/2017

الوقت- تتواصل فعاليات مؤتمر هرتسيليا  السابع عشر لليوم الثاني على التوالي،  وما قبل الأخير،  بمشاركة ما يزيد على مئة وثمانين شخصية سياسية وعسكرية وأمنية، فضلاً عن شخصيات أكاديمية وإعلامية وقانونية من إسرائيل وخارجها.

لم تخرج أغلب الكلمات عن التهديد الذي يشكّله محور المقاومة للكيان الإسرائيلي وعجز الأخيرة عن المواجهة بشكل منفرد الأمر الذي دفع بهم لطرح موضوع "التعاون بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة".

ليبرمان: آخر انتصاراتنا كانت في عام 1967

وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قال إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحاول جر حركة حماس لحرب مع إسرائيل”.

جاءت تصريحات ليبرمان، اليوم الخميس، خلال أعمال مؤتمر “هرتسليا” للأمن القومي، حيث تطرق إلى أزمة الكهرباء في قطاع غزة، قائلا: “ان عباس قلص كل شيء عن غزة، بخطوة احادية، دون التنسيق معنا، أو مع مصر، وقلص الرواتب والادوية وامداد غزة بالوقود، وأشياء كثيرة، لأجل ممارسة الضغط على حماس، لتدخل في حرب مع إسرائيل”.

وقال: "الحل بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيكون في إطار ترتيب إقليمي شامل مع كل الدول السنية المعتدلة، ومن بينها الكويت والسعودية، وحينئذ سيكون اتفاق السلام مع الفلسطينيين هو أمر ثانوي، الترتيب الإقليمي مع الدول السنية المعتدلة سيمنح دولة إسرائيل 45 مليار دولار".  

وختم قائلا: "آخر انتصاراتنا كانت في عام 1967؛ خلال حرب الأيام الستة، ولهذا ففي كل مواجهة مستقبلية علينا أن ننتصر".

قائد القوات الجوية الإسرائيلية:سنخوض أى حرب جديدة ضد حزب الله "بكل قوتنا"

من جانبه، قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية الميجر جنرال عامير إيشل اليوم الأربعاء، إن إسرائيل ستستخدم كل قوتها من البداية حال نشوب أى حرب جديدة مع جماعة حزب الله اللبنانية، وذلك فى تحذير شديد اللهجة بعد عشر سنوات من آخر صراع بين الجانبين.

وأضاف: إن التحسينات التى طرأت كما وكيفا على القوات الجوية الإسرائيلية منذ حرب لبنان عام 2006 تعنى أن بإمكانها، فى يومين أو ثلاثة فقط، شن نفس عدد الضربات الجوية التى شنتها فى الحرب التى استمرت 34 يوما.

إيران تشكل التهديد الأساسي.. واستراتيجيتنا المضادة التعاون مع العرب

اللواء احتياط عاموس غلعاد حذّر من أن الجمهورية الإسلامية في إيران “لديها الوقت والتصميم، وهم يجهزون لإمكانية تدمير إسرائيل”، في إشارته إلى الاتفاق النووي.

لكن غلعاد، الذي يترأس “معهد السياسات والاستراتيجية” وسلسلة مؤتمرات هرتسيليا، رأى أن هذا الاتفاق منح إسرائيل أيضاً “الوقت للاستعداد، نحن نجهز أنفسنا”. وتابع: نحن بحاجة إلى استخبارات ممتازة في إسرائيل مصدرها الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان)، لكن ذلك لا يكفي، فالإيرانيون أ ذكياء جداً، وبارعون أيضاً في مجال السايبر”.

وأوضح اللواء احتياط، الذي شغل حتى العام الماضي رئاسة “الهيئة السياسية والأمنية” في وزارة الأمن الإسرائيلية، أن إيران “تشكل التهديد الأساسي ما دام (السيد) خامنئي على رأس النظام”. وردّ على من يعتقد بأن النظام الإيراني سينهار لأن هناك أجواء تغيير وحرية، بالقول: “النظام الإيراني ليس لديه نية للاختفاء، وأنا أعتقد أنه سيبقى”.

وأوضح غلعاد  أن الاستراتيجية الإسرائيلية المضادة لمواجهة التهديد الإيراني، هي بالتحالف مع أنظمة عربية، لافتاً إلى أنّ “في كل المنطقة العربية الكبيرة لدينا علاقات على مستويات مختلفة على أساس مواجهة إيران والإخوان المسلمين وداعش، مجتمعين”، لكنه وصف التهديد الإيراني بأنه المركزي لأنه مركب من “أيديولوجية متطرفة ترفض وجود إسرائيل وتملك التصميم على إنتاج أسلحة نووية”.
يعالون: المعسكر الذي تقوده السعودية هو معنا في المحور نفسه

وزير الأمن السابق، موشيه يعلون، أكّد أن “المعسكر السني الذي تقوده السعودية هو معنا في المحور نفسه”، مضيفاً: “أقولها بوضوح: لدينا أعداء مشتركون وإيران هي العدو رقم واحد، وهناك الإخوان وعناصر الجهاد العالمي”.

ورأى يعلون أن علاقات إسرائيل مع الأردن ومصر، اللتين تربطهما بها اتفاقات سلام، تعززت على أساس المصالح المشتركة. وفي المقابل، تسعى إيران إلى “هيمنة إقليمية” وتناول “الاستثمار الناجح الذي توظفه في المنطقة”، كما يرى يعلون.
الإيرانييون يخلقون وقائع استراتيجية على الأرض

من جانبه، أشار مدير وزارة الشؤون الاستخبارية، حجاي تسورئيل، إلى الوضع الاستراتيجي في سوريا ضمن سياق التهديد الإيراني، قائلاً: “ربما كان لدينا وقت للاستعداد للتهديد الإيراني، لكن ليس لدينا وقت لأن الإيرانيين يخلقون وقائع استراتيجية على الأرض”. لكنه أقرّ بأن “التفكير في أننا كإسرائيل قادرون على مواجهة هذا وحدنا هو خطأ، نحن بحاجة دعم الدول الكبرى العالمية والإقليمية. وقبل كل شيء بحاجة إلى فهم أن هذا هو التهديد الاستراتيجي الأساسي: البرنامج النووي لديه مرتبة عالية في سلم الأولويات الإيراني”.
وأوضح تسورئيل أنه “إذا أردنا الحديث عن إيران، يجب الحديث عن سوريا، فهي التمدد المركزي. لا يوجد مكان آخر في العالم يحتوي على هذا العدد من القوى السياسية في ساحة واحدة”، لافتاً إلى أن “الأمر الأهم في سوريا هو تعاظم إيران والمحور الشيعي... في الوقت الذي نتحدث فيه، الإيرانيون يعملون”.

إسرائيل ليس لديها جواب على 150 ألف صاروخ منتشرة في لبنان
على صعيد متّصل، رأى العميد احتياط إفرايم سنيه، الذي تولى سابقاً منصب نائب وزير الأمن، أن العنوان الأساسي اليوم بالنسبة إلى إسرائيل هو “ما الذي سنفعله لمواجهة التهديد المتعاظم والراديكالي من إيران”، مشيراً إلى أن إسرائيل ليس لديها جواب على 150 ألف صاروخ منتشرة في لبنان. وتساءل سنيه: “هل نحن مستعدون للتهديد الإيراني... الردع حرب منعها أفضل من الانتصار فيها”.

آيزنكوت: حزب الله التهديد المركزي..والصناعات العسكرية الإيرانيّة هدف لنا

رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، تناول في اليوم الأول من المؤتمر موضوع "التعاون بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة"، واصفاً إياه “بأنه آخذ بالتعمق” في السر والعلن، بل إن “جزءاً منه يجري في الوقت الحالي علناً”. ودعا آيزنكوت إلى ضرورة “وقف تطور الصناعات العسكرية الإيرانية (الذي) يجب أن يكون هدفاً أمنياً لكل دول المنطقة حتى لا تصبح إيران مثل كوريا الشمالية”، مشدداً على أن إطلاق صواريخ باليستية إلى شرق سوريا ينطوي على دلالات خطيرة.

واعتبر آيزنكوت، أنّ حزب الله يشكل التهديد المركزي الأول ضد إسرائيل، قبل إيران وحركة حماس، كما أن الجيش الإسرائيلي موجود بجهوزية عالية، ولديه قدرة استخبارية جيدة. لكن الجنرال الإسرائيلي شدّدّ في الوقت عينه، على أنّه من مصلحة بلاده أن يستمر الهدوء على الجبهة الشماليّة، أي مع حزب الله.

الخلاصة

يبدو واضحاً العجز الإسرائيلي في حين حين يحتل التهديد الإيراني وحزب الله والتحالفات العربية ــ الإسرائيلية، محور الكلمات التي توالت في مؤتمر هرتسيليا. ليس ذلك فحسب، بل هناك قدراً من التسليم بعجز إسرائيل منفردة عن مواجهة التهديد الذي يشكله محور المقاومة.

 

انشر المقال على: