الخميس 18-04-2024

صحفي اسرائيلي يكشف عن عناصر مبادرة لـ"السلام الاقليمي"

موقع الضفة الفلسطينية

صحفي اسرائيلي يكشف عن عناصر مبادرة لـ"السلام الاقليمي"
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، عن تفاصيل "مبادرة السلام الإسرائيلية"، التي سبق أن بدأت ملامحها تظهر في تصريحات لأعضاء الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح كاتب المقال "عوفر إسرائيلي" وهو خبير في الشؤون الجيوسياسية وسياسة الأمن الدولي في مركز "هرتسليا" للدراسات، أن هذه المبادرة "ترمي إلى تحقيق حل شامل ومتعدد الأطراف للنزاع العربي- الإسرائيلي بدلا من حل ثنائي للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي".
وتابع الكاتب، أنه كان من المخطط وضع هذه المبادرة على طاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما دخل البيت الأبيض لأول مرة في يناير/كانون الثاني، لكن ذلك لم يحصل. ومن المخطط إيصال المبادرة الجديدة له قبل استئناف مفاوضات السلام تحت رعايته.
وجاء في المقال، أن "هذه المبادرة ستحمل العرب بدلا من إسرائيل، المسؤولة عن تسوية النزاع والالتزام بقبول حل الوسط، كما أنها ستعفي الجانب الإسرائيلي من الذنب الناجم عن استمرار النزاع، لكننا سنعمل في الوقت نفسه للتأثير على الوسيط الأمريكي لتجنب تعرض تل أبيب للضغوط، وتوجيه هذه الضغوط بدلا من ذلك إلى القاهرة والرياض ورام الله وغزة".
وذكر الكاتب، بأن مبادرة السلام العربية الصادرة عن القمة العربية في بيروت في مارس/آذار عام 2007، حظيت بالقبول عبر العالم كأساس لحل النزاع، لكنه شدد على أن هذه المبادرة تمثل في حقيقة الأمر "إملاءات العرب". وأصر على أنه في حال تبني هذه المبادرة، ستبقى إسرائيل عاجزة عن تقديم رد مناسب لتلبية احتياجاتها الأمنية الحيوية.
أما مبادرة السلام الإسرائيلية فترمي، حسب قوله، إلى "وضع حد للنزاع واستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وضمان بقاء الأنظمة العربية المهددة". وأوضح كاتب المقال أن عناصر المبادرة:
* تشكيل كيان فلسطيني مستقر ومزدهر "يتم تأمينه" عبر "التزامات دولية" وعن طريق تشكيل "اتحاد كونفدرالي مع مصر والأردن"
* اعتراف العرب بدولة إسرائيل و"دولة الشعب اليهودي التي ستكون القدس عاصمتها"
* ضمان "الأغلبية اليهودية الثابتة"عن طريق "الانفصال الديموغرافي" عن الفلسطينيين مع فرض السيادة الإسرائيلية على جزء كبير من أراضي الضفة الغربية.
* تجنيس اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها بفضل دعم دولي شامل
* حل حزب الله واستعادة استقرار لبنان
* محاربة "نفوذ إيران المزعزع في المنطقة ووضع حد لمشروعها النووي"
* والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان في حل مستقبلي مع سوريا
وقال كاتب المقال، إنه على إسرائيل أن تتجنب أي صدامات مع الرئيس الأمريكي الذي قد يجبرها على تنازلات مؤلمة أو يفرض عقوبات عليها في حال رفض الإسرائيليون الالتزام بمشروع اتفاق تجري بلورته حاليا في واشنطن. واعتبر أن "التصرف الذكي" لإسرائيل سيدفع بترامب وزعماء الدول العربية إلى قبول الحل الإسرائيلي المقترح، وذلك عن طريق التشديد على الخسائر الذي سيأتي بها "حل ضيق النطاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، وهي:
- إضعاف إسرائيل وهي أقوى وأقرب حلفاء واشنطن في المنطقة
- تعزيز مواقف الإسلام السلفي المتشدد والسماح له بتوسيع نفوذه في المنطقة
- تقوية إيران وحلفائها، ما سيؤدي لسقوط الأنظمة الأخرى تحت السيطرة الإيرانية بمثابة ما حصل في العراق بعد حرب عام 2003. ويشمل ذلك إمكانية نظام الحكم الحالي في السعودية وفشل "الاتفاقية الخيالية بقيمة 350 مليار الدولار" التي وقع عليها ترامب مع الرياض
أما أكبر هذه الخسائر فستتمثل، حسب كاتب المقال، في إظهار ترامب "كزعيم فاشل تسبب بتأجيج النزاع بدلا من حله".
ويصر كاتب المقال، على أن الحل الإسرائيلي المقترح سيأتي بفوائد كثيرة، منها إنهاء أحد أطول النزاعات في التاريخ المعاصر، واستعادة استقرار الشرق الأوسط لسنوات طويلة، وضمان بقاء وازدهار الأنظمة الموجودة، وهذا سيعني، حسب كاتب المقال، تحويل ترامب "إلى زعيم تاريخي أكثر نجاحا بالمقارنة مع أولئك الذين كانوا قبله وفشلوا جميعهم في محاولاتهم لحل النزاع".
ويرى كاتب المقال، أن هناك فرصة لبدء مفاوضات بهذا الشأن لأن العرب "ربما لم يرفضوا هذه الخطة مباشرة"، نظرا لتأكديات ترامب على دعمه القوي لإسرائيل و"الفوائد الكثيرة بالنسبة للعالم العربي وزعمائه" التي تحملها المبادرة الإسرائيلية في طياتها.

انشر المقال على: