الخميس 18-04-2024

شــد الــرحـــال الــى الأقــــصى

رشيد حسن

شــد الــرحـــال الــى الأقــــصى

  الدستور/رشيد حسن

الثلاثاء 20 حزيران / يونيو 2017 

الاجراءات الفاشية التي اتخذها العدو الصهيوني لمنع وصول المصلين الى المسجد الاقصى ... وترحيل من وصل منهم  لقضاء شهر رمضان في رحاب الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ... تؤكد جملة حقائق ووقائع ابرزها:
اولا: حالة الارتباك والصدمة التي اصابت العدو من العملية الفدائية البطولية التي نفذتها ابطال الجبهة الشعبية في باب العمود، في ذكرى اعدام القادة الفلسطينيين الثلاثة الاشهر “جمجوم، حجازي، والزير” ... ما أسقط مقولات العدو وتبجحاته، لا بل عنجهيته وادعاءاته “ان القدس امنة”..!! واثبت بأن شعبنا العظيم مصر على استمرار خط المقاومة، ومصمم على تحرير القدس والمقدسات، ومصر على تحويل عاصمته الابدية الى قلعة الصمود، ليعود اليها ألقها العربي-الاسلامي التليد.
ثانيا: ان تدفق “300”الف مواطن فلسطيني في الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، رغم حواجز العدو، واجراءاته الفاشية لمنع وصول هذا الموج البشري المتدفق من كل بقاع ومدن فلسطين من الناقورة الى رفح، ومن البحر الى النهر، هو أبلغ دلالة بأن شعبنا بصموده، وانتمائه، واصراره على المرابطة في القدس والأقصى قد أسقط، لا بل نسف كل مؤامرات العدو، وخططه وبرامجه، وأعاد التذكير بأن الصراع مع العدو صراع طويل ... طويل، وصراع مصيري، وأنه مصمم على خوض هذا الصراع، ومصمم على المرابطة في القدس والأقصى، وتحويل القدس كلها الى ثكنة للمرابطين ... المستعدين للتضحية والاستشهاد، لافشال مشروع العدو الصهيوني التهويدي الاستيطاني.
ان محاولات العدو كسر حدة موجات التدفق الفلسطيني البشري الى القدس والأقصى، وعلى مدى “ 50” عاما، قد فشلت، بدليل استمرار هذه الموجات وباعداد اسطورية فاقت تصورات قادته الامنيين، وأثبت ان شعبنا قادر على الاستمرار والصمود، ولم ينكسر، ولن يرفع راية الاستسلام لشذاذ بركلين، ومن لف لفهم، من رعاع المستوطنين المجرمين.
المشهد الفلسطيني، وكما يرتسم في القدس والاقصى  في هذا الرمضان الفضيل، يوحي بالأمل والتفاءل، ويعيد ضخ دماء الحياة الى الشرايين التي توشك أن تيبس وتذبل وتموت ... كما يضىء شمعة الأمل التي لم تمت، وبقيت تبعث رسائل اطمئنان الى الامة كلها بان شعب الجبارين لم يمت، ولم ينهزم، ولن ينكسر ويستسلم، وسيبقى مغروسا في أرضه، مرابطا في الأقصى، يصد أمواج الحقد والكراهية الصهيونية، موجة بعد موجة، الى أن تحين ساعة الخلاص، ويطل الفجر على جبال وهضاب القدس، وعلى شوارعها وحواريها، على الاقصى وكنيسة القيامة، مؤذنا  بانهزام جيوش الظلام والى الابد.
كنا نأمل، ولا نزال، من أهلنا ... من قومنا ... من امتنا، وهي تشاهد، لا بل تلمس المشهد الفلسطيني لمس اليد، كيف ينهض هذا الشعب الجبار، ويمزق المشروع الصهيوني التهويدي، ويدوس عليه في شوارع وازقة القدس وحواريها ...
كنا نامل وسنبقى متفائلين ... بان هذه الامة ستخرج حتما من مستنقع داعش وما لف لفها، من مستنقع حروب داحس والغبراء ... من مستنقع الكراهية، الذي يغذيه أعداء الامة، وعلى رأسهم الرئيس الاميركي “ترامب”، وان تصحح البوصلة، وتعيدها الى وضعها الطبيعي، وتخرج من مربع الوصاية، وتوجه كل بنادقها الى القدس والاقصى ...  فالعدو الاول للامة هو من يحتل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..
باختصار ...
كل سلاح لا يصوب الى صدور الصهاينة المحتلين، هو سلاح مأجور.  

 

انشر المقال على: