السبت 20-04-2024

زعم صهيوني: تعاون استخباري غير مباشر بين مصر وحماس والكيان الصهيوني

موقع الضفة الفلسطينية

زعم صهيوني: تعاون استخباري غير مباشر بين مصر وحماس والكيان الصهيوني

أجبرت الأحداث المتنامية في سيناء والنشاط المتصاعد لتنظيم الدولة الإرهابي، على ما يبدو، في كثير من التغيرات في مواقف الأطراف، ولعل التغير الأبرز، كان قبول الكيان الصهيوني بإعادة فتح الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد مع مصر والسماح بدخول قوات مصرية كثيفة وعالية التسليح إلى منطق كانت تعتبر محظورة في الاتفاقية، ما يشير إلى التعاون المكثف بين مصر والكيان الصهيوني في الحرب على التنظيمات الارهابية في سيناء والذي ربما يكون بلغ ذروته في هجمات جوية صهيونية داخل الأراضي الصهيونية ضد أهداف مرتبطة بهذه التنظيمات كما ذكرت تقارير صهيونية وعالمية، لم تقتصر على طلعات الطائرات المسيرة بل أيضا ذكرت تقارير أن طائرات مقاتلة صهيونية قامت بمثل هذه الطلعات.
ومع تنامي التهديدات، تبرز غزة كمحور أساسي في هذه الخريطة، خصوصا بعد الاتصالات الحثيثة بين مصر وقيادة حركة حماس التي أسفرت عن تعاون أمني وصف بأنه يصبح وثيقا يوما بعد يوم، سواء لرغبة مصر في تعاون حماس في تأمين الحدود الفلسطينية المصرية، ضد تسلل العناصر "الإرهابية" من قطاع غزة كما يقول المصريون، أو لعد السماح بهروبهم واختفائهم داخل غزة، انعكس ذلك في التسهيلات المعلنة من مصر تجاه قطاع غزة، وفي إعادة حماس لتأهيل خط الحدود وتكثيف الضبط الأمني للمنطقة.
و الهجوم الانتحاري الأخير الذي نفذع عنصر إرهابي ضد قوة أمنية لحماس في قطاع غزة، حاولت منعه من العبور إلى مصر وأسفر تفجيره لنفسه عن استشهاد قائد ميداني من حماس، وجرح خمسة مقاتلين آخرين، لاشك أنه سيرخي ظلالا ثقيلة على هذا المحور ويدفع حماس لاتخاذ مزيد من الاجراءات وسيعزز على الأرجح الاتصال الأمني بين حماس ومصر.
في هذا السياق وكما تشير التقارير كانت حماس قد تعهدت لمحمد دحلان باعتقال الأسماء التي تردها من مصر، والمتهمة بالانتماء للتنظيمات السلفية التي تهدد أمن مصر، وارتباطا بهذا يزعم تقرير صهيوني كتبه الصحفي شلومو إلدار مؤلف كتابي "غزة الموت" و"معرفة حماس" أنه في الحرب الدائرة في سيناء ضد داعش والارهاب السلفي هناك تعاون أمني غير مباشر بين مصر وحماس و"إسرائيل"، حيث أن الأسماء التي تصل إلى حماس من مصر، يأتي البعض منها بالتأكيد من "الكيان الصهيوني".
ومن المعروف أن التعاون الأمني بين مصر والكيان الصهيوني قد توثق وتنامى منذ الإطاحة بحككم الإخوان المسلمين في القاهرة، 2013، ويعبر عنه، من بين أمور أخرى، بموافقة "إسرائيل" على دخول الجيش المصري إلى شبه جزيرة سيناء كما ذكرنا أعلاه. ويستمر الجانبان بتأكيد التعاون الأمني بينهما، في ذات الوقت الذي أكد فيه الحرب السابق موشيه يعلون في الماضي [تموز / يوليو 2013] أن "كل قوة مصرية تدخل سيناء تدخل وفقا لموافقتنا ... يتم جلب هذه القوات لمكافحة الارهاب ".
يضيف تقرير الصحفي الصهيوني أن اجتماعا خاصا للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الصهيوني عقد قبل أسبوع رأى أن استمرار العلاقات الأمنية مع مصر هو أكثر أهمية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تجديد السفارة في القاهرة، والتي تم اخلاؤها أواخر 2016 بعد مهاجمتها من ثوار مصريين رافضين للعلاقات المصرية مع الكيان الصهيوني، حيث ثمة جدل كبير في الكيان الصهيوني حول ما يسمى أزمة العلاقات الدبلوماسية في غياب طاقم السفارة غير أن تقديرات وتقارير صهيونية كثيرة أكدت أن العلاقات الأمنية التي تعيش "عصرا ذهبيا" حسب التعبير الصهيوني، هي أكثر أهمية من وزجود سفارة عاملة في القاهرة، وهي علاقات تتنامى وتتوثق يوما بعد يوم كلما ارتفع التهديد في سيناء، وفي نفس الوقت، تتصاعد العلاقات الأمنية على الجانب الآخر بين حماس ومصر ارتباطا باحتياجات الطرفين.
ولعل من المفيد التذكير بالمناقشات الماراثونية التي جرت في حزيران/يونيو الفائت في القاهرة بين كبار مسؤولي المخابرات المصرية ووفد حركة حماس برئاسة زعيم الحركة يحيى السنوار والقيادي الحمساوي خليل الحية، حيث اجتمع سنوار في القاهرة مع محمد دحلان وتم التوصل إلى اتفاق على أن حماس ستحصل على مساعدات مالية من مصر، بما في ذلك ضخ وقود الديزل لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، وتوفير المواد الخام لتخفيف الإغلاق وفتح معبر رفح. وفي المقابل، تعهدت حماس بالتعاون الأمني الكبير ضد المنظمات الإرهابية الإسلامية في سيناء وزيادة أمن المعبر الحدودي والحدود بين غزة ومصر لمنع التسلل وتهريب الأسلحة وهو ما يحدث فعليا على الأرض.
ويقول الكاتب الصهيوني في تقريره المشار إليه بأنه كان واضحا للجانبين أن حماس أثبتت أنها تتصرف بالفعل ضد المنظمات التي تهدد أمن مصر، وإن غزة ستستفيد من "ثمار حربها على الإرهاب". وفي تلك الاتصالات، كما يزعم التقرير الصهيوني تقرر أيضا إنشاء مقر مشترك بين ممثلي المخابرات المصرية وأعضاء أجهزة الأمن في حماس للتنسيق في الوقت الفعلي. وليس لدينا مصادر أخرى لهذا الموضوع ولكن تقارير أشارت إلى أن السنوار وعد خلال اللقاءات مع دحلان بأن تقوم المنظمة باعتقال الأشخاص المطلوبين في قطاع غزة حسب القوائم التي يرسلها المصريون. وقد يفترض أن بعض الأسماء المطلوبة المرتبطة بالمنظمات السلفية في قطاع غزة ترسل في الأصل من "إسرائيل"، التي تعرف بدورها أن هذه المعلومات تذهب إلى حماس وهي على ما يبدو لاتمانع . وهكذا، يبدو أن التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل ومصر وحماس في الحرب ضد العدو المشترك - داعش - يبدو غير مباشر، ويمكن لحماس أن ترى التعاون غير المباشر مع "العدو الصهيوني" نشاطا مرحبا به في هذا الإطار كما يزعم التقرير الصهيوني.

انشر المقال على: