الجمعة 26-04-2024

خطة بيريز السرية لحل الدولتين

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

خطة بيريز السرية لحل الدولتين
في هذا المقال، يشرح أوري سيفر –مؤسس مركز بيريز للسلام- خطة شمعون بيريز، التي يصفها بأنها كانت وصفة بيريز لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وإقامة دولتين والتي جاءت بعد شعور بيريز بالقلق من انسداد الأفق بعد وصول نتنياهو للسلطة، وشعوره بالحاجة إلى "خطة سلام إسرائيلية" مقابل خطة السلام العربية.
يقول سيفر بناء على مناقشاته الشخصية مع شمعون بيريز أن هذا الأخير كان يعتقد أن مفتاح السلام هو تقاسم الأرض بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن بين دولتين، إسرائيل وفلسطين. وزعم أنه كرس بيريز نفسه تماما لهذا الهدف في السنوات ال 25 الماضية من حياته. وينقل سيفر عن بيريز أنه مقتنع بأن "إسرائيل" قوية بما فيه الكفاية لتقديم التنازلات الضرورية للتوصل الى اتفاق حول حل الدولتين مع الفلسطينيين.
وبعد فشل مهمة السلام التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في عام 2014، بدأ بيريز العمل بشكل محموم على صيغة خاصة به من أجل حل الدولتين. وفي العامين الأخيرين من حياته، تباحث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والفلسطيني محمود عباس بشأن وجهات نظره بشأن حل الدولتين. وشارك بعض هذه الآراء أيضا مع بنيامين نتنياهو، الذي كان بطبيعة الحال أقل من متحمس لها.
وحتى قبل مهمة كيري، يكشف سيفر أن بيرز أجرى محادثات خىل العام 2013 مع السعودية، بشأن حل الدولتين. وفي إطار هذا الحوار، قبل بيريز مبدئيا مبادرة السلام العربية لعام 2002 كأساس للمفاوضات المقبلة. بيد أنه أراد أيضا مبادرة اسرائيلية. وأعرب عن اعتقاده بأن على "إسرائيل" أن تبدأ السلام لأنها هى الجانب الأقوى. في رأيه، كان لدى إسرائيل النفوذ لإقناع الجانب العربي بالتوصل إلى اتفاق بشأن هذا، على الرغم من المعارضة العنيفة من الجانبين.
وحسب سيفر، استندت المبادرة التي وضعها بيريز إلى عدة مبادئ.
المبدأ الأول هو أن إطار المفاوضات سيكون صيغة P5 + 1، التي استخدمت في مفاوضات القوى العالمية مع إيران، على سبيل المثال. وذكر أنه يرغب في أن يتولى أعضاء مجلس الأمن الدائمون الخمسة وألمانيا المشاركة فى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والمفاوضات الإقليمية حول التعاون الأقتصادي ومكافحة الارهاب.
والمبدأ الثاني هو أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية ذات حجم دقيق لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، مع مبادلة الأراضي المتفق عليها بين الطرفين والتي من شأنها تسليم كتل الاستيطان في الضفة الغربية إلى إسرائيل. وهذا من شأنه أن يشكل 80٪ من المستوطنين، مع نقل المستوطنين الآخرين إلى هذه الكتل.
وهناك مبدأ آخر هو مسألة العاصمة. وقد تصور عاصمة فلسطينية في حي القدس الشرقية، مع سيادة فلسطينية على المواقع الإسلامية في القدس الشرقية. وستحافظ إسرائيل على سيادتها في الحي اليهودي في البلدة القديمة والجدار الغربي.
ثم كان هناك الجانب الأمني. وأعرب عن اعتقاده بأن الترتيبات الأمنية يجب أن تقوم على أساس خطة الجنرال الأمريكي جون آلين الشهيرة والغامضة في آن معا، التي عرضت على الكيان في عام 2014. وقد عرضت هذه الخطة أحدث المعلومات الاستخباراتية والوجود العسكري الصهيوين المؤقت على طول نهر الأردن (دون ضم وادي الأردن). وبالتوازي مع ذلك، توقع بيريز التعاون المشترك بين الكيان والجانب الفلسطيني والأردن لمكافحة الإرهاب على طول نهر الاردن. ووفقا للخطة فان قطاع غزة سيصبح جزءا من دولة فلسطينية بعد نزع سلاح حماس.
وينقل سيفر أن بيريز إلى جانب اهتمامه بحق العودة للفلسطينيين كان ذلك بالنسبة له عودة إلى الدولة الفلسطينية، مصحوبة بتعويضات دولية، وتشمل العناصر الهامة الأخرى للخطة العلاقات الدبلوماسية والعلاقات بين الشعبين. ويعتقد بيريز أن استدامة السلام الإسرائيلي- الفلسطينى ستعتمد على العلاقات والتعاون بين المجتمعين. ولذلك، خطط لمشاريع مشتركة في المناطق السياحية والتجارية على طول الحدود الجديدة والبحر الميت؛ ومشاريع تقنية مشتركة مع الشركات والوزارات الفلسطينية؛ والتواصل بين الشباب من كلا الجانبين، وذلك أساسا من خلال الرياضة، والتعليم العالي والإنترنت وتنتهي خطته بإقامة سفارتين. وبناء على تلك الخطة سيشمل الجدول الزمني للمفاوضات ثلاث سنوات (مع اتفاق إطاري بعد السنة الأولى) وثلاث سنوات أخرى للتنفيذ. كان مقتنعا بأن هذه المبادرة الإسرائيلية كانت واقعية وستجد دعما من الشركاء الفلسطينيين والعرب، وكذلك ستنال دعما دوليا لأنها خطة حسب زعم بيريز تنهي الاحتلال من جهة وتنهي رفض العرب لـ "إسرائيل" من جهة أخرى، وزعم بيريز في أحاديثه التي ينقلها سيفر أن هذا " فقط الطريق نحو ضمان هوية إسرائيل كديمقراطية ديمقراطية، وأمنها على المدى الطويل ومكانتها بين الأمم."

انشر المقال على: